مؤشرات لنزول قطبي يسبقه منخفض ماطر بغزارة منتصف الاسبوع شرق المتوسط
بفضل الله , كنا قد توقعنا نشاطاً بارد يبدأ في الثلث الاخير من هذا الشهر قبل اسابيع , وقمنا في المركز العربي للمناخ بنشر دراسة تبين سلوك القطب الشمالي وما هي الاسباب التي ستؤدي الى احتمالية حدوث هذا النشاط البارد خلال الفترة سابقة الذكر .
الان , بدأت نماذج الطقس تقترب في توقعاتها من احتمالية حدوث نزول قطبي بارد عبر شرق القارة الاوروبية اعتباراً من بداية الاسبوع المقبل يوم السبت الموافق 27-1-2024 , تزامناً مع تمركز المرتفع الاوزوري ليغطي اجزاء واسعة من القارة الاوروبية , هذه الوضعية تعتبر ممتازة في مساهمتها لتسرب الهواء البارد الى شرق البحر الابيض المتوسط مما يؤدي الى حدوث منخفضات جوية لتؤثر على الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان وشمال (مصر والعراق والسعودية) .
إن هذا السيناريو الذي تطرحه النماذج يمتلك فرص مرتفعة للتحقق على ارض الواقع كون نظام الضغط الجوي المسيطر قادر على فرز هذه النزولات القطبية الباردة , ولكن تبقى هنالك عدة مشاكل في هذه التوقعات بسبب بعد الفترة زمنياً وكثرة المتغيرات التي قد تحدث على توقعات النماذج في الفترة المقبلة , خصوصاً ان محور النزول غير معلوم وغير ثابت ,
فهنالك فرصة بان يتجه هذا النزول صوب شرق البلاد وهذا ما يؤدي الى عدم نشوء منخفض جوي وبالتالي تتأثر المنطقة بموجة صقيع وانجماد جافة , او ان يحدث انقطاع في تسرب البرودة مما يؤدي الى عدم تعمق الهواء البارد بشكل كافي صوب البلاد وبالتالي نشوء منخفض جوي ماطر واعتيادي , او ان يندفع النزول البارد صوب شرق المتوسط بكامل برودته مما يؤدي الى نشوء منخفض عاصف ماطر ومثلج , لذلك لابد من اقتراب الفترة حتى نتأكد من المعطيات ونستطيع ان نبني توقع دقيق يكون قريب من ارض الواقع .
اما بالنسبة للمنخفض الجوي الذي يسبق هذا النزول والمتوقع ان يؤثر على الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان وشمال مصر والعراق والسعودية , فتشير البيانات الى ان هنالك تحسن على التوقعات بخصوص كميات الامطار المصاحبة لهذا المنخفض الجوي , وبشكل مبدئي من المتوقع ان يتشكل منخفض جوي يوم الثلاثاء الموافق 23-1-2024 قبالة السواحل المصرية ثم يتلقى دعم علوي بارد يساهم في نشوء عدة جبهات ماطرة تؤثر على البلاد حتى يوم الجمعة , كما ان المعطيات تشير الى ان الامطار ستكون غزيرة في العديد من المناطق والتي سنحددها في نشراتنا المقبلة بمشيئة الله تعالى .
والله اعلى واعلم